رؤية نحو سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط والعالم
إن أي مشروع حقيقي للسلام يجب أن يقوم على العدالة والمساواة ورفض الهيمنة والتمييز الديني أو العرقي. ومن هذا المنطلق، يمكن طرح عدد من المبادئ التي تضع الأساس لسلام حقيقي، لا مجرد "إدارة للصراع" أو "تجميد مؤقت للعداوات":
1-حل مشكلة الاحتلال اليهودي لفلسطين:
معالجة ملف الهجرة اليهودية إلى فلسطين بشكل عادل، من خلال العودة إلى جذور القضية، بما يشمل إعادة دراسة شرعية استيطان ملايين من اليهود القادمين من أوروبا الشرقية والغربية، وإيجاد حل عادل لهم يراعي حقوق السكان الأصليين من خلال اعادة كل اليهود الى بلدانهم التي جائوا منها مثل "هولندا, بولندا,المانية, روسيا, بريطانيا, فرنسا الى آخره".
2- مراجعة المناهج الدينية اليهودية المتطرفة من خلال تغيير المناهج التعليمية الدينية اليهودية مع حذف و الغاء كل النصوص و الاسفار التي تدعوا للحرب, القتل, الارهاب, العنصرية, شرب دماء البشر من غير اليهود و احتقار غير اليهود الى آخره.
3-إصلاح المنظومة الدولية:
تأسيس امم متحدة جديدة مستقلة وغير خاضعة لنفوذ الدول الكبرى تكون بديلة للأمم المتحدة الحالية.
يكون مقرها في منطقة محايدة لا تتبع لحلفٍ سياسي أو اقتصادي معين. يعني ليس في الولايات المتحدة الامريكية.
4-إلغاء مجلس الأمن الدولي:
الذي يستخدم نظام "الفيتو" الذي يمنح امتيازًا غير عادل لبعض الدول، واستبداله بمجلس عالمي للوزراء يُمثّل فيه الجميع بالتساوي، ويُتخذ القرار فيه بالأغلبية لا بالإجبار و الانحياز.
5-نزع السلاح النووي عالميًا:
بدء عملية نزع شامل للأسلحة النووية من جميع الدول، بدءًا بالدول الأكثر تسليحًا، بما فيها الولايات المتحدة، إسرائيل، والدول الأوروبية، منعًا لاحتكار القوة التدميرية واستخدام السلاح النووي كأداة للتهديد والقتل، كما حصل في هيروشيما وناجازاكي.
6-إصلاح النظام المالي العالمي:
إنهاء هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة العالمية، والانتقال إلى عملة عالمية موحّدة تُدار بشفافية من قبل هيئة دولية مستقلة، لتقليل النفوذ المالي السياسي لدول معينة.
استبدال الدولار بعملة نقدية عالمية واحدة تكون بمثابة عملة عالمية لالتبادل التجاري بين دول العالم.
7-إعادة هيكلة المؤسسات المالية الدولية:
استبدال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بمؤسسة تمويل عالمية جديدة يشرف عليها محافظو البنوك المركزية لجميع الدول، تضمن عدالة توزيع الموارد، ودعم الدول الفقيرة دون شروط سياسية.
8-إصلاح القضاء الدولي:
إعادة تشكيل المحكمة الجنائية الدولية على أسس نزيهة، بحيث تكون مستقلة بالفعل، وتُحاسب جميع مجرمي الحرب من أي دولة أو دين أو خلفية، دون استثناء أو محاباة "هذه المحاكم لا تحاكم اليهود بل كل من يصنفونه عدو لهم".
محاكمة مجرمي الحرب كالرئيس جورج بوش, الرئيس بيل كلينتون, رؤساء اسرائيل و جنرالاتها.
في الختام:
"السَّلامُ الإبراهيميُّ" ليسَ سَلامًا، بل اسْتِسلامٌ ناعِمٌ مَكشوفُ الأهدافِ والخلفيَّاتِ.
هو بوَّابةٌ لإعادةِ تَشكيلِ الهُويَّةِ والثَّقافةِ والعَقيدةِ والحدودِ، بإرادةِ الآخَرينَ لا بإرادتِنا.
فإنْ قبِلْنا بهِ، فَـ"الفتوحاتُ" المُقبِلةُ ستَكونَ عَبرَ سُيُوفِ القُوَّاتِ اليهودية،
و عَبرَ مِنصَّاتِ التَّواصُلِ الاجتماعي، هوليوود وأفلامِ نِتفليكس، ومَناهِجِ التعليمِ، ومراكزِ الأبحاثِ، وخُطبِ الجمعةِ في الجوامعِ التي يُموِّلُها ويديرها "اليهود".
السلام الحقيقي لا يُبنى على أساس القوة المفروضة أو الخداع السياسي و الديني. ما نحتاجه هو سلام عادل، قائم على احترام الحقوق والسيادة، لا على تحييد الشعوب وتدجين الجيوش وتسطيح العقول و التلاعب بالدين.
تعليقات