مزرعة الخراف: مؤامرة اليهود واوهام الحرية
مزرعة الخراف: مؤامرة اليهود واوهام
الحرية
مقدمة:
لا يمكن للافعى ان تهبك العسل... فهي لم تخلق الا لتنفث السم.
فمن الغفلة ان تنتظر من اعداء الحرية ان يمنحوك حرية حقيقية.
هم لا يعطونك الا حرية مفصلة على مقاس مصالحهم:
حرية تخلع عنك هويتك، وتلبسك قيودهم بثوب الحداثة.
حرية تدمر جذورك باسم التنوير، وتهدم بيتك باسم الانقاذ.
هذا ما يحدث حين نسلم رقابنا لـ"المحرر الغربي الذي يخفي وراء قناعه يهو دي شرير"...
وهذا تماما ما جرى في الحظيرة السعيدة، حيث كانت الخراف تضحك... وهي تقاد نحو الذبح.
القصة:
في مزرعة نائية تحيط بها الاسوار العالية وكاميرات المراقبة، كانت تربى بها الخراف.
"خاروفان" يعيشان في تلك المزرعة حياة يخيل لمن يراها من بعيد انها جنة خضراء.
توجه الاول إلى الثاني بصوت يفيض بالغبطة: "يا اخي، الا ترى؟ اننا نعيش في جنة حقيقية! لدينا ماوى مجاني يحرم منه الكثيرون، ويطعموننا عدة مرات في اليوم بافخر الاعلاف، ويحرسوننا بسيف وترس من الذئاب المتوحشة والحيوانات الكاسرة الاخرى! ما اروعها من حياة!"
هز الخاروف الثاني راسه مؤيدا، والفرحة تتلالا في عينيه البريئتين: "صدقت والله! تذكر الشهر الماضي حين اصابتني وعكة خفيفة وانسدت شهيتي قليلا؟ صاحب المزرعة الكريم لم ينم ليلته قلقا علي! اخذني على الفور إلى البيطري الذي فحصني بعناية فائقة واعتنى بي حتى عدت إلى صحتي وشهيتي كما كنت!"
"رحلة السعادة الابدية"
تغير صوت الخاروف الثاني قليلا، وعلت نبرة من الغموض المشوق: "وعندما يصبح احدنا وزنه كبيرا وصحته في اتم الوجه، يا للعجب! ياخذه صاحب المزرعة في رحلة من اجمل الرحلات التي لا تنسى! رحلة لدرجة ان الخاروف الذي يختار للذهاب في هذه الرحلة، لا يعود ابدا! لقد ظهر ان الخواريف تعجبها هذه الرحلة إلى الحد الذي لا يعودون بعدها ابدا إلى المزرعة، ربما لانهم يعيشون في سعادة اكبر هناك!"
الاول، متحمسا لتكملة صورة الكرم والاهتمام: "نعم، بالضبط! انه يراقبنا بعين الحنان! إذا لم نستطع الاكل كما ينبغي، يصبح صاحب المزرعة في قلق شديد علينا من شدة محبته! ولذلك، هو دائما يضعنا على الميزان ليتأكد من ان صحتنا بخير. ما اروع صاحب هذه المزرعة! يعطينا الطعام، والماء الزلال، ويقص شعرنا ليخفف عنا الحر! يا لها من رعاية! يا لها من جنة!"
انها 'رحلة السعادة الابدية'. ان المكان هناك مدهش...!"
وكأن نغمة سرية قد جمعتهما، صرخا باعلى صوت يمكن لخاروف ان يصرخه، وقد غمرا بسعادة وهمية: "يا هووو! نحن اسعد خواريف في الدنيا! يا لها من حياة! يا لها من جنة خالدة!"
في ركن مظلم من الحظيرة، كان خروف عجوز، بعين واحدة وندبة على ظهره، يراقب بصمت. تمتم لنفسه:
-- "اغبياء... انها مزرعة fattening (تسمين)، لا جنة. الرحلة الابدية؟ انها إلى المسلخ... إلى السكاكين. لكن لا احد يصدقني. كلما حاولت اخبارهم، اتهموني بالجنون، او بالتشاؤم و الايمان بنظرية المؤامرة. يريدون ان يخدعوا... لان الحقيقة موجعة."
الاهتمام المزيف:
"إذا الليث برز اسنانه فلا تظن انه يبتسم"
طبعا، هذان الخاروفان المخدوعان هما اتعس من في الدنيا، لان صاحب المزرعة لا يطعمهما ولا يسقيهما الماء ولا يهتم باوزانهما وصحتهما حتى يكبرا، ليس لاجلهما هما، بل لاجله ولاجل مصلحته الخبيثة الباردة. لانه كلما زاد وزن الخاروف، زاد سعره في سوق اللحم القادم! ويقص صوف الخواريف ليبيعه، فالصوف يستخدم لصناعة الملابس والمعاطف الغالية التي تغطي جسوم الذئاب البشرية.
الرحلة الابدية الى الجنة الموعودة:
الحقيقة المرة تخرج اخيرا من ستار الخداع... فإذا بالجنة الموعودة لا تكون إلا طريقا مزينا نحو المذبح.
و"الرحلة الابدية" التي كانت الخراف تحلم بها، لم تكن سوى رحلة إلى المسلخ، حيث تذبح، تعلق، تقطع، ثم تباع في سوق المصالح.
وفي كل خطوة كانت تظن انها تتقدم نحو الحرية، كانت تخطو في طابور الموت... وهي تردد: "نحن اسعد الخراف!".
هكذا هي الحياة: ليس كل من اهتم بك "ظاهرا" يعني انه يحبك ويريد مصلحتك، بل قد يستخدمك بكل براعة وخبث لاجل مصلحته الخاصة.
مؤامرة عالمية: الخراف البشرية وابناء الافاعي.
ليس كل من ظهر حولك مهتما بك، يريد لك الخير... فربما كان يقيس وزنك ليحدد سعرك.
هذا بالضبط ما نقع فيه نحن – شعوب القطيع المخدوعة – عندما نرى اسياد الغرب "اليهود" يتقدمون نحونا ببسمات باردة، ووعود مسمومة، يتكلمون عن "الحرية" وهم يحملون قيودا ذهبية.
يتظاهرون بالانقاذ، وفي الظل يديرون ذئابا متنكرة، تنهش الجسد العربي وتغذي الفوضى.
يتحدثون عن الديمقراطية، وهم اساتذة الخداع والنفاق؛ ويزعمون انهم سيخلصوننا من "الديكتاتورية"، وهم من صنعها وسقوها باموالهم وسلاحهم.
وراء كل ذلك... وجه خفي، مغموس بالتلمود والتوراة المحرفة والمصالح الخفية، لا يعرف الرحمة ولا الشفقة.
ولكن الحقيقة المريعة هي ان "اسياد الغرب اليهو د" لا يجلبون سوى الخراب والفساد والانحطاط. فعندهم، "التحرر" يعني التحرر من الملابس، والعادات، والتقاليد الاصيلة. يريدوننا ان نتخلى عن هويتنا وعاداتنا وتقاليدنا لنصبح عراة باسم "التحضر" المزيف، مع ان العراة الحقيقيين يعيشون في غابات الامازون ومجاهل افريقيا، غير آبهين بما يسمونه تقدما.
وما حصل في روسيا القيصرية، واوروبا الشرقية، واوروبا الغربية على يد "الشيوعيين اليهو د" و"الراسماليين اليهو د" (فالشيوعية والراسمالية وجهان لعملة واحدة خبيثة)، هو خير دليل على ذلك الفساد العميق. لقد حولوا الحضارة الاوروبية العريقة إلى انحطاط مخز يلهث وراء المال الحرام، والجنس الفاحش، والمخدرات المدمرة، والدعارة والعهر والعري المتفشي تحت مسمى "التحضر" الكارثي.
لكن الحقيقة؟
نسلم للذبح كما تسلم الخراف...
يقتلون العلماء، ينهبون الثروات، يزرعون الطائفية، يغتالون الهوية، يعرون الشعوب باسم "التحضر"، ويجعلوننا نصفق لجلادنا.
تماما كما صفق الخروف السمين لرحلته الاخيرة، وهو يظن انه ذاهب إلى الفردوس.
العراق: مذبحة الديكتاتورية والفوضى المدبرة:
اما التحرر من الديكتاتورية ونشر الحرية والديمقراطية، فما حصل في العراق العظيم هو خير دليل صارخ على كذب وتضليل هذه الوعود:
دمروا الحضارة العراقية العريقة التي كانت منارة للعالم، حولوا معالمها إلى ركام، وسرقوا ثرواتها.
صنعوا وجلبوا المنظمات الارهابية الاسلامية المتطرفة، امثال القاعدة، وداعش التي نشرت الرعب والدمار، وفيلق بدر، والحشد الشعبي، ومنظمات ارهابية اخرى، لتكون ادوات لتفتيت البلاد.
نشروا الفوضى العارمة والقتل والارهاب في كل زاوية من اركان العراق الجريح.
اغتالوا معظم علماء العراق ومفكريها وكفاءاتها، ليتركوا البلاد في ظلام الجهل والفراغ.
سلموا العراق إلى ابشع واحقر الديكتاتوريين والطغاة، امثال بـ"وزير المثقاب الكهربائي" لتعذيب المعتقلين في سجونه السرية بابشع الوسائل.
هذا هو الوجه الحقيقي لـ"جنة الغرب اليهودية" التي يعدون بها.
انها مزرعة كبرى لخراف مخدوعة تساق إلى مسلخ الخراب والضياع باسم "الحرية والديمقراطية" المزيفة.
تعليقات