نكسة حزيران 1967: بين التواطؤ الدولي والخديعة الاستخباراتية – قراءة تحليلية في الأسباب والخلفيات
نكسة حزيران 1967: بين التواطؤ الدولي والخديعة الاستخباراتية – قراءة تحليلية في الأسباب والخلفيات
مقدمة
تُعدّ نكسة حزيران/يونيو 1967 من أهم المنعطفات التاريخية في الصراع العربي-اليهو دي، لما ترتّب عليها من نتائج سياسية وعسكرية غيّرت وجه المنطقة. ورغم مرور أكثر من نصف قرن على تلك الحرب، ما زالت الأسئلة تُطرح حول أسبابها الحقيقية، ودور الأطراف الدولية فيها، ومدى صحة الفرضيات التي تتحدث عن وجود تآمر مخابراتي وتضليل إعلامي تم بإحكام شديد لتسهيل الهزيمة العربية.
هذا البحث لا يهدف إلى إعادة سرد الحدث فحسب، بل إلى تقديم قراءة تحليلية تستند إلى فرضيات مدعومة بسياق تاريخي وسياسي، وتطرح احتمال تواطؤ أطراف دولية وأجهزة مخابراتية، ساهمت في تضليل القيادات العربية، بهدف تمكين اليهو د من احتلال القدس وأجزاء واسعة من الأراضي العربية، في خطوة فُسّرت من قبل البعض بأنها تطبيق لحرفيات التوراة والتلمود.
أُسْلُوبُ الْأَفْعَى: تَخْدِيرُ الْأُمَّةِ الْعَرَبِيَّةِ بِالسُّمُومِ
اسْتَخْدَمَ الصَّهَايِنَةُ، وَهُوَ مَا يُوصَفُ بِـ"أُسْلُوبِ الْأَفْعَى"، فِي هَذِهِ الْحَرْبِ وَحُرُوبِهِمْ عُمُومًا. فَالْأَفْعَى تَبُثُّ سُمُومَهَا بِسُرْعَةٍ فَائِقَةٍ وَبِخُبْثٍ دَاخِلَ جَسَدِ الضَّحِيَّةِ لِتَخْدِيرِهَا، وَبَعْدَ أَنْ تَتَخَدَّرَ الضَّحِيَّةُ، تَقُومُ الْأَفْعَى بِالْتِهَامِهَا. وَهَذَا مَا يُقَالُ إِنَّهُ حَصَلَ فِي نَكْسَةِ 1967.
السياق الدولي – هل مهّدت اغتيالات سياسية كبرى للهزيمة؟
اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي (1963):
تشير بعض الدراسات غير الرسمية إلى أن كينيدي كان من الذين وقفوا في وجه المشروع النووي الإسرائيلي، كما أبدى تأيد مطلق للقضية الفلسطينية. يُرجّح البعض أن مواقفه قد أغضبت اللوبي اليهو دي في الولايات المتحدة، وأن اغتياله ربما جاء في إطار تمهيد سياسي لتبديل سياسات البيت الأبيض تجاه إسرائيل، وهو ما تحقق بالفعل مع وصول ليندون جونسون "يهو دي متخفي" إلى السلطة.
عزل نيكيتا خروتشوف (1964):
كان خروتشوف معروفًا بموقفه الداعم للعرب، إذ دعم مصر خلال أزمة السد العالي وسلّحها مجانًا. يُزعم أن عزله تم بتدبير من شخصيات متغلغلة في أجهزة الدولة السوفيتية، أبرزها يوري أندروبوف "يهو دي"، مدير جهاز الـKGB لاحقًا، والذي وُصف بأنه ذو ميول دينية يهو دية متعصبة. وقد أثّر هذا التحول في السياسة السوفيتية على مجرى الأحداث في الشرق الأوسط.
محاصرة شارل ديغول سياسياً في فرنسا:
عُرف ديغول بموقفه الرافض للهيمنة الأمريكية، وبتعاطفه مع القضية الجزائرية والفلسطينية. تشير بعض التحليلات إلى أن اليهو د لعبوا دورًا في تأجيج احتجاجات أيار/مايو 1968 لإسقاطه، بسبب موقفه من إسرائيل ومن مجازر الجزائر التي ارتكبتها منظمات يهو دية مثل "الأقدام السوداء" و"الجيش السري".
ثانيًا: الشخصيات المحورية في معادلة النكسة
يوري أندروبوف "يهو دي": مدير جهاز KGB حينها، يُرجّح أنه أشرف على تزويد القيادة المصرية بمعلومات استخباراتية مضللة تؤكد أن إسرائيل لن تبادر بالحرب، وأن الاتحاد السوفيتي سيتدخل إذا هاجمتها.
الصحفي إريك رولو: صحفي فرنسي من اصول يهو دية مصرية، زار مصر قبيل الحرب وأدلى بتصريحات طمأنت القيادة المصرية بأن الحرب لن تقع. غادر مصر قبيل وقوع العدوان، دون أن يُساءل أو يُحتجز.
ليندون جونسون "يهو دي متخفي": الرئيس الأمريكي، اتُهم بأنه منح إسرائيل الضوء الأخضر للهجوم، وأنه ساهم في تضليل القيادات العربية من خلال وعود دبلوماسية بـ"نزع فتيل التوتر".
ثالثًا: الأسلوب الإسرائيلي في الحرب: "استراتيجية الأفعى"
في سردٍ رمزي مأخوذ من تعاليم الكتاب المقدس، شبه البعض أسلوب إسرائيل في الحرب بالأفعى التي تبث السموم في جسد ضحيتها لتخديرها قبل الانقضاض عليها. وقد تمثلت "السموم" – بحسب هذه الفرضية – في:
-المعلومات الاستخباراتية المضللة من الاتحاد السوفيتي.
-الدعوات الأمريكية لوقف التصعيد بهدف التهدئة الظاهرية.
-تصريحات الصحفيين والإعلام الموجَّه لتطمين العرب.
رابعًا: دور القيادة المصرية وغياب الاستعداد:
القيادة العسكرية المصرية، وعلى رأسها المشير عبد الحكيم عامر، تأثرت بشكل بالغ بحالة الاطمئنان المضللة. يُقال إن الطيران المصري دُمّر على الأرض في الساعات الأولى بسبب تجميد الدفاعات الجوية، وانشغال القيادات باجتماع غير مبرر عسكريًا في موقع مكشوف بالاضاف الى الحفلات و الليالي الملاح في المطارات و الثكنات العسكريا قبل ليلة وحدة من وقوع الهجوم علل مطارات الجيش المصري.
ففأمر الْمَشِيرُ عبد الحكيم عامر الْقُوَّاتِ الْمُسَلَّحَةِ بِالِانْسِحَابِ وَعَدَمِ الْقِتَالِ، مُعْتَقِدًا بِأَنَّهُ سَيَحْصُلُ كَمَا حَصَلَ عَامَ 1956 أَثْنَاءَ الْعُدْوَانِ الثُّلَاثِيِّ، أَيْ سَيَتَدَخَّلُ الْاِتِّحَادُ السُّوفْيِيتِيُّ لِوَقْفِ الْحَرْبِ وَتَهْدِيدِ الْمُعْتَدِي بِالنَّوَوِيِّ.
فَقَامَ اليهو د بِتَعْذِيبِ وَذَبْحِ وَحَرْقِ الْأَسْرَى العرب.
(يُشَارُ إِلَى أَنَّ الْفِيدِيُوهَاتِ الْمُتَوَافِرَةَ عَلَى يوتيوب تَدْعَمُ هَذِهِ هذا البحث و ما ورد فيه، رَغْمَ الْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ إِدَارَاتِ مِثْلِ فَيْسْبُوك و اليوتيوب تُزِيلُ أَيَّ فِيدِيُو أَوْ مَقَالَةٍ تَفْضَحُ اليهو د، مُطَبِّقَةً بِذَلِكَ "بْرُوتُوكُولَاتِ حُكَمَاءِ صِهْيَوْنَ").
خامسًا: نتائج الحرب – هل تم تنفيذ نبوءة توراتية؟
يرى بعض الباحثين أن احتلال القدس الشرقية، وضمّ حائط البراق (المبكى) إلى السيادة اليهو دية، لم يكن مجرد هدف استراتيجي بل هدفًا دينيًا لتمهيد ما يُعرف بـ"بناء الهيكل الثالث"، وفق تفاسير التلمود والمدارس التوراتية اليهو دية. وبذلك كانت الحرب، من منظور هؤلاء، ذات بعد ديني عقائدي بغطاء عسكري سياسي.
-التحليل النقدي لأسباب الهزيمة
أخطاء القيادة الاستراتيجية المصرية
الازدواجية في القيادة بين الرئيس عبد الناصر والمشير عامر
غياب التخطيط الاستراتيجي المبني على تقييم واقعي للقدرات
عدم الاستعداد الكافي للحرب رغم التصعيد السياسي
الاعتماد المفرط على وعود الدعم السوفييتي دون ضمانات ملموسة
الفجوة التقنية والتدريبية.
خاتمة:
ليس الهدف من هذا البحث إعادة إنتاج نظرية مؤامرة جاهزة، بل تسليط الضوء على زاوية منسية من التاريخ، تتعلق بمدى تغلغل النفوذ الصهيوني في مفاصل القرار الدولي والإعلامي والاستخباراتي، وتقصير العرب – رسميًا وشعبيًا – في قراءة الواقع وفهم ما يُحاك لهم.
يبقى التساؤل مطروحًا: هل كانت نكسة 1967 مجرد خطأ في التقدير، أم هزيمة تم التخطيط لها بعناية عبر شبكة معقدة من الخداع والخيانة والتواطؤ الدولي؟
ملاحظة أخيرة
هذا البحث يُقدّم رؤية نقدية تستند حقائق وادلة مدعومة بشواهد تاريخية، و وثائقية و مقابلات صحفية.
و لا يعتمد هذا البحث على نظريات و آراء شخصية بل وقائع تاريخية.
مراجع:
-محمد حسنين هيكل، الانفجار (وثائق 1967).
-عبد العزيز السيد، نكسة 1967: قراءة سياسية واستراتيجية.
-مقابلة مع الصحفي اليهو دي ايريك رولو.
-نائل الشافعي، مقالات وتحقيقات حول دور الـKGB في الشرق الأوسط.
-بروتوكولات حكماء صهيون.
-دراسات مركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام حول النكسة.
أَحْدَاثُ اغْتِيَالِ الرَّئِيسِ جُونْ كِنِيدِي وَالْجَدَلُ حَوْلَهَا.
-تَفَاصِيلُ عَزْلِ نِيكِيتَا خْرُوتْشُوفَ وَدَوْرِ يُورِي أَنْدْرُوبُوفَ فِي السِّيَاسَةِ السُّوفْيِيتِيَّةِ.
-تَفَاصِيلُ عَزْلِ شَارْلِ دِيغُولَ وَأَحْدَاثُ الْجَزَائِرِ.
تعليقات